قالت : أيـــن ذهنــــك ؟ ( لما تعيش المعنى بقلبك )
أبوسليمان داوود بن نصير الطائى لما بلغ من العمر خمس سنوات أرسله أبوه إلى المؤدب
فابتدأ بتلقينه القرءان .. وكان يحفظ حفظا جيدا
فلما حفظ صورة الإنسان رأته أمه يوم الجمعة مقبلا على الحائط مفكرا ويشير بيده
( كأنه سرحان أو بيفكر مع نفسه )
فخافت على عقله , فنادته : قم يا داوود فالعب مع الصبيان
فلم يجبها
فضمته ودعت بالويل
فقال : مالكِ يا أماه أبِكِ بأس ؟ ( فيه حاجة ؟!! )
قالت : أين ذهنك ؟
قال : مع عباد الله .
قالت : أين هم ؟
قال : فى الجنة .
قالت : ما يصنعون ؟
قال :" مّتّكِئِينَ فِيهَا عَلَىَ الأرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً "
ثم مر فى السورة وهو شاخص كأنه يتأمل شيئا
( سرح مع نفسه تانى بيمرر السورة على قلبه وبيتأمل المعانى كأنه شايفها )
حتى بلغ قوله تعالى : " إِنّ هَـَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مّشْكُوراً "
ثم قال : يا أماه ما كان سعيهم ؟
فلم تعرف كيف تجيبه
فقال لها : قومى عنى حتى أتنزه عندهم ساعة
فقامت عنه فأرسلت إلى أبيه فأعلمته شأن ولده
فقال له أبوه : يا داوود كان سعيهم أن قالوا لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
فكان داوود يقولها فى أكثر أوقاته
هكــــــذا .. كان حالهم مع القرءان
عايشين المعانى بقلوبهم كأنها واقع
علشان كده القرءان كان له أثر فى حياتهم
حريصين على تعلمه منذ الصغر
حريصين على تربية أبناءهم و تعليم أبنائهم توحيد ربنا جل وعلا منذ الصغر
علشان كده خرجوا للأمة دى علماء ربانيين وأبطال مجاهدين حفظ التاريخ سيرتهم إلى آلان
وكل ده من بركة تعلم القرءان والعمل به وحسن فهم قضية الحياة
نسأل الله عزوجل أن يجعلنا خير خلف لخير سلف